الأصول التي استمدت منها الشيوعية
1- الفلسفة الجدلية (الديالكتيك):
وهي فلسفة ألمانية مثالية (خيالية) تقول: إن كل شيء يحمل نقيضه معه، ويتولد من جدل النقيضين قوة ثالثة، وهذه القوة الثالثة تحمل أيضاً نقيضها وهكذا، ولكن كارل ماركس طبقها على الحياة الواقعية، فقرر مثلاً:
أن الرأسمالية (قوة) وهي تحمل نقيضها: الطبقة العاملة، ومن الصراع بينهما تتولد القوة الثالثة: الشيوعية .
2- النظريات الاشتراكية :
ظهرت في أوروبا نظريات إصلاحية سميت ( اشتراكية ) وكانت رد فعل للظلم الذي يعاني منه الفلاحون والعمال.
وقد ركب ماركس الموجة، وأفاد من هذه النظريات، ولكنه جعل نظريته تخالفها في أمرين أساسين:
أ- أن اشتراكيته ملحدة، لا تؤمن بالدين والأخلاق المعروفة.
ب- أن اشتراكيته -حسب زعمه- الاشتراكية الوحيدة التي تقوم على القوانين العلمية لحركة التاريخ، بخلاف النظريات الأخرى التي هي مجرد دعوات إصلاحية خيالية، ولهذا سمى ماركس الشيوعية ( الاشتراكية العالمية ).
3- نظرية (داروين):
وهي في الحقيقة (فرضية) لم تصل بعد إلى أن تكون (نظرية) فضلاً عن أن تكون حقيقة، هذه الفرضية تفترض أن الحياة تطورت من الكائن ذي الخلية الواحدة، إلى الإنسان، مروراً بحلقات موجودة أو مفقودة في سلسلة التطور الموهومة، وأن هذا التطور حدث دون افتراض قوة خارجية أوجدته -أي: إنكار الخالق-. وقد استخدمها ماركس، وأنجز أهم ركنين قامت عليها النظرية الشيوعية، وهما:
أ- حيوانية الإنسان وماديته.
ب- الحتمية (الجبرية ).
فكما تقرر الفرضية أن تطور الحياة حتم لا إرادة للأحياء فيه، قررت الشيوعية كذلك أن حركة التاريخ (الانتقال من مرحلة إلى مرحلة كما سيأتي) حتمية لا إرادة للبشر فيها.